الصفحة الرئيسية  رياضة

رياضة الأحد الرياضي يخترق "حصانة" الترجي: "من خالف أباه ما ظلم"...

نشر في  21 أوت 2014  (10:54)

مع رزمة التغييرات العديدة التي يعيش على وقعها برنامج الأحد الرياضي (أو لنقل الخميس والاربعاء على وجه التدقيق وفق النسختين المنقضيتين) فان أسئلة عديدة طرحت حول مقدرة الزميل مهدي كتو وفريق الاعداد بقيادة قيس رقاز على تخطي عقبة النمطيّة السائدة في البرنامج وكل ما قيل عن استشراء اللغة الخشبية والمحسوبية خصوصا تجاه كبار القوم من البطولة.
المهمة كانت حسّاسة ودقيقة اذ لم يسلم الاسم الجديد في "خرجته" الأولى من عديد الانتقادات ولو انها كانت سابقة لأوانها -منطقيا- خصوصا فيما يتعلّق باتهامه بالتستّر عن أزمة الترجي في النسخة الأولى للبرنامج.
وخلال حصة البارحة يمكن القول ان فريق الأحد الرياضي أجاب بطريقة مباشرة عما طاف من شبهات ومحاكمة نوايا خصوصا للمقدّم بما أن انتماء والده فاروق كتّو الى ادارة الترجي ككاتب عام جعله محل مساءلة شعبية حتى قبل الشروع في حصته..غير أن الابن حاد عن المنهج هذه المرّة و"خالف أباه" الكاتب العام لشيخ الأندية ولم ينزلق في تيار الولاء للترجي وما شابه ذلك من الأساليب..
صحيح أن المسؤولية الملقاة على عاتق مقدّم الأحد الرياضي كانت جسيمة للغاية، طالما أن الكثيرين قالوا ان ترشيحه لذلك "المنصب الفخري" في تقديم البرنامج الرياضي الأكثر شعبية لم يكن بمعزل عن متانة علاقة والده ب"كبار المكشخة" وما يقال سرّا وعلنا عن تحكم هؤلاء في ضخ الاشهار للتلفزة الوطنية وجعل خطّها التحريري قيد المتابعة لكن "كتو الابن" طرح كل هذه الحسابات والتصورات جانبا وأثبت في نسخة البارحة اطلاعا كبيرا على كواليس شيخ الأندية وأدقّ تفاصيله ونجح في الاحاطة تقريبا بمختلف جوانب الظرف الخاص للترجي فكان أن سأل ضيفه مدير القطب الرياضي عن الانضباط ونزيف تغيير المدربين والرصيد البشري وانتشار الأحلاف المضادة كما عرض أسئلة الجماهير الترجية المتعطشة لابلاغ صوتها وهو ما لم نعتده سابقا في التعاطي مع مستجدات الترجي التي صوروها سابقا كخط أحمر لا يمكن المساس به أو تخطّيه اعلاميا.
كتو وبلغة الكوارجية "منّع طرحو" وما يحسب له صراحة انه من الباحثين عن الاصغاء الى مختلف المشارب ومتابعة النقد الذي يوجّه اليه بلا عقد.. ولكن هذا لا يمنع من القول ان مقدم الأحد الرياضي كان قادرا على الغوص أكثر بالحديث عن املاءات طارق ذياب وكذلك منح صلاحيات فرع كرة القدم الى مختص في كرة اليد والى ما غيرها من نقاط الاستفهام الحائرة حول الحديقة "ب"..ولكن تركيزه الاستثنائي على الترجي جعل البعض من المشاهدين يعيب عليه قصر الحيّز الزمني المخصّص لبقية الفريق وهو ما جعل حتى البعض يتحدث وفق منظور نظرية المؤامرة واستهداف النادي الصفاقسي مثلا والتقليل من حجم انجازه بهزم جمعية جربة بخماسية...
صحيح أن ارضاء الجميع غاية لا تدرك لكن ما يحسب لحلقة البارحة هو كسرها لحاجز الخشية في التعامل مع مستجدات الترجي بهدوء وثقة كبيرين خصوصا مع حضور الشاذلي بن سليمان الذي كشف كلامه عن مشروع تعامل اتصالي جديد لهيئة الترجي بعد اعتمادها التكتم والتعتيم سابقا..لكن بن سليمان تكلم بفائض من الصراحة وكشف العديد من الاخلالات والنقائص..وهذا ما يحتاجه الترجي بحقّ لتجاوز ظرفه بعيدا عن شعارات جوفاء قوامها "عاش الملك ..مات الملك" ولها اخصائيون بالجملة بين ظهرانينا داخل بلاط صاحبة الجلالة...

طارق العصادي